قد يؤدي دمج الحملة التسويقية لمشروعك مع مشروع آخر إلى نتائج أكبر مما يحققها أي مشروع منفرد.
هل يمكنك تخيل الجمع بين مشروعين تجاريين مختلفين في الإعلان نفسه؟ فعلى سبيل المثال هل يمكن لشركة مثل «بود لايت» وشركة «جيسكو» للتأمين على السيارات أن تصنعا إعلاناً مشتركاً؟ وهل يمكن أيضاً لمنافذ بيع الملابس بالتجزئة ومطاعم المشهيات الاستثمار المشترك في إعلان على موقع «يلو بيدجز» – Yellow Pages؟ فعلى الرغم من أنها قد تعد فكرة غريبة، إلا أنها معتادة بعض الشيء في الوقت الذي أصبح فيه الدور الأساسي للتسويق هو إضافة قيمة لحياة العملاء.
فالكثير من المشروعات التجارية تبحث عن وسيلة لزيادة الكفاءة والمبيعات ورضا العملاء من خلال الانضمام إلى شركات أخرى في حملات تشترك معها في الاهتمامات نفسها. وهذا هو مثال على التغيرات في مستقبل التسويق وكيف تختلف- وعلى نحو أفضل بكثير- عنها في الماضي.
ولا يكمن نجاح التسويق في صياغة سبل جديدة وأفضل لعرض الإعلانات أمام أحد العملاء. فالنموذج التقليدي على وشك الانهيار بفضل استخدام الناس المتزايد للتكنولوجيا الرقمية. وفي عالم تنمو فيه سيطرة العملاء، فهناك شيء واحد فقط يمكن للشركات القيام به من أجل اجتذاب العملاء وزيادة حجم المبيعات ألا وهو صياغة إعلانات تشدّ الانتباه، ووضع خطة تسويقية تهدف إلى تحسين حياة العملاء؛ وهذا هو ما أطلق عليه «التسويق ذو المعنى».
فعندما تفكر في القيمة التي قد تضيفها خطتك التسويقية والأفكار التي تبدو غريبة مثل الشراكة مع شركات أخرى، يصبح كل شيء فجأة له معنى. فاشتراك شركتين معاً قد تنتج عنه حلول وخبرة أفضل تفيد عملاءهما المشتركين وتزيد من المحصلة النهائية.
فعلى سبيل المثال، كل عام تعقد الضاحية التي أسكن بها يوماً يسمى «رقصة الأب وابنته». وتعدّ تلك الرقصة احتفالية مهمة تمتد على مدار يومين متواصلين لتلبية جميع الطلبات. وهناك تتوافر فرص للشركات المحلية لتجتمع سوياً من أجل صنع تجربة عظيمة للجميع ولبيع كميات كبيرة أثناء تلك الاحتفالية. فيمكن لمحال ملابس الأطفال والرجال أن تشترك للقيام بعرض أزياء للأمهات وبناتهن لاختيار الفساتين وربطات العنق.
فالفكرة الأساسية للتسويق ذي المعنى، هي أن الشركات يجب أن تأخذ خطوة إلى الوراء وتضع في حسبانها الاحتياجات النهائية لعملائك. فلا يقوم الناس بزيارة المطاعم من أجل الوجبة فقط ولكن من أجل قضاء ليلة ممتعة بالخارج، لذلك من الممكن أن يشترك صاحب المطعم مع مسارح محلية ومكاتب خدمات مجالسة الأطفال لمساعدته في تلبية تلك الحاجة.
قبل المضي قدماً في الشراكة، تأكد من قاعدة عملائك المستهدفين ومدى تقارب ثقافات المشروعات التجارية التي قد تشترك معها. إن بناء علاقات شخصية قوية مع شركائك هو أمر حتـمي- فإن لم تشعر بالثقة فيمن يشاركك فتراجع سريعاً.
لا تحد تعاملك مع الأعمال التجارية الصغيرة، فقد تكون الشركات والعلامات التجارية الكبرى أيضاً في حاجة إلى شركاء. ابحث بصفة خاصة عن الشركات التي لها تواجد محلي وترغب في توطيد العلاقات مع المجتمع الذي تتواجد فيه. فعلى سبيل المثال، أحد المتاجر المجاورة وهو «ستارباكس» سمح لممثله بتوزيع نشرات إعلانية على المارة تتضمن عروضاً مجانية.
سواء كان ذلك مدير متجر «ستارباكس» أو أي رائد أعمال من الزملاء تقابله في أثناء حفل غداء في المنطقة، فلن يكلفك شيئاً أن تتفاهم وتصل إلى المشاركة معه. فقط تأكد من معرفتك ما تعنيه تلك الشراكة بالنسبة إليكما وإلى عملائكما المشتركين، فيجب عليك أن تجعل رسالتك تصل إلى مستمعين وخفض من تكاليف التسويق وقدم منتجاً يتهافت عليه العملاء.
بقلم: بوب جيلبرث