هوية بصرية جديدة لقنا .. كيف ظهرت شعارات وأعلام المحافظات المصرية؟   | يلا بيزنس

 هوية بصرية جديدة لقنا .. كيف ظهرت شعارات وأعلام المحافظات المصرية؟  

لم يتواجد الشعار الذي يعنى الرمز أو الصورة في كتابة اسم المحافظة بالاسم العربي، وكذلك العلم الذي يعنى رمز المحافظة وصفاتها في المحافظات، إلا بعد ثورة 23 يوليو 1952م .. ويحاول موقع ” يلابيزنس” في هذا التقرير استعراض بعض تاريخ المحافظات المصرية بعد تنفيذ هوية بصرية للمحافظات المصرية لأول مرة، طبقا لما تمتلكه كل محافظة من مقومات سياحية ومعالم تراثية، حيث تراعي تصميمات الهوية البصرية الجديدة الأبعاد والظروف المحيطة بالبيئة… والاجابة على السؤال.. هوية بصرية جديدة لقنا .. كيف ظهرت شعارات وأعلام المحافظات المصرية؟

.

اقرأ ايضا:

إعلان بنك مصر رئيسية عرضي

أرقام هامة حول المؤشرات الاقتصادية والعجز الكلي والدين العام في مصر

بانر البنك الزراعي يونيو  داخل الأخبار

بنك أبوظبي الأول مصر الراعي الرسمي للنادي الأهلي لمدة 4 سنوات

اليونسكو تسجل الاحتفالات المرتبطة برحلة العائلة المقدسة على قوائم التراث غير المادي

حملات لضبط بيع الأعلاف في السوق السوداء وإجراءات رادعة ضد المخالفين

صدق أولا تصدق.. رقم قياسي لعصام الحضري في مونديال قطر يستحيل كسره

أسباب انتعاش السياحة الثقافية في مصر بفصل الشتاء     

100 مليار دولار من التحويلات النقدية السنوية إلى بلد واحد.. تعرف عليها

إذاعة نهائي كأس العالم 2022 مجانًا.. تعرف على القنوات الناقلة

 

في العصر العثماني قبل حكم محمد على باشا كانت مصر مقسمة إلى 24 سنجقية “بكوية” يحكمها أتراك وبجانبهم المماليك الذين تغلبوا على الأتراك في أواخر القرن الثامن عشر، وقد سيطر المماليك على أقاليم مصر حتى أصبحت الأقاليم حكمًا ذاتيًا في يدهم، وكانت الولايات الخمس الكبرى في مصر وهى: جرجا، البحيرة، المنوفية ، الغربية، الشرقية، يقيم فيها كاشف أو بك لسنوات معدودة، وكانت لهم سلطة كبيرة ،حيث تعج الوثائق ومرويات التاريخ بالمظالم التي كانت تحدث، وأيضا وقائع الفوضى.

 

بدوره يقول الدكتور زين العابدين شمس الدين في كتابه “إدارة الأقاليم في مصر”، إن حكام الأقاليم في العصر العثماني، كان يختارهم الباشا، وفى أواخر القرن الثامن عشر، كانت مصر مقسمة إلى 14 ولاية، سبعة منها في الوجه البحري، وسبعة في الوجه القبلي، وكان الملتزم موكلا بإدارة القرية بالإضافة لشيخ الناحية والشاهد، مضيفا أن بعد تولى محمد على باشا حكم مصر تغيرت إدارة الأقاليم وتقسيماتها، حيث كان أول حاكم يطلق محافظة على الأقاليم، حين قرر اعتبار محافظات دمياط والإسكندرية محافظات عام 1807م، وبعدها بعدة سنوات أطلق على رشيد والسويس محافظة، ليُكتب الشيوع لاسم المحافظة.

الهوية البصرية المقترحة لمحافظة قنافي البداية قلص الوالي الكبير، الولايات وجعلها 4 في الوجه البحري، و7 في الوجه القبلي، وقام بتعيين الحدود الفاصلة بين قرية وآخري، وذلك تحقيقا لوصول قبضة الدولة المركزية إلى كافة البلاد والنجوع؛ لذا قام بعمل الخطط والأقسام في كل ولاية، وفى مارس عام 1826م تم تقسيم الأقاليم إلى مأموريات بلغ عددها 24 مأمورية، وذلك لتحقيق مزيد من المركزية وسيطرة الدولة على إدارة الأقاليم، ولكن المأموريات لم يكتب له النجاح فقام بإلغائها.

 

وفى مايو عام 1833م، وفى ذات الشهر الذي تولى فيه حكم مصر، بدأ محمد على في تحويل المأموريات إلى مديريات، حيث جعل الغربية، والشرقية، والقليوبية مديريات، كما قرر إلغاء الولايات التي كانت تشكل التنظيم للأقاليم، وبموجب هذا التقسيم جعلت مصر 14 مديرية لكل منها عاصمة أي قاعدة، وهى: القليوبية عاصمتها قليوب، الدقهلية عاصمتها المنصورة، المنوفية قاعدتها منوف، الجيزة عاصمتها الجيزة، الشرقية عاصمتها بلبيس، الغربية قاعدتها المحلة الكبرى، البحيرة عاصمتها دمنهور.

 

أما الوجه القبلي فجعل مديرية شرق أطفيح وعاصمتها أطفيح، الفيوم، عاصمتها الفيوم، مديرية نصف أول وسطى وعاصمتها بني سويف، مديرية نصف ثان وسطى وعاصمتها بني مزار، مديرية المنيا وعاصمتها المنيا، مديرية نصف أول قبلي وتضم أسيوط وجرجا وعاصمتها أسيوط وجرجا، مديرية نصف ثان قبلي وتضم قنا وإسنا عاصمتها قنا واسنا.

 

وقد أدخل محمد على تعديلات في التقاسيم الإدارية في المديريات والأقسام دون المساس بجوهر الهيكل الأساسي، حيث أنه تم تقسيم مديرية الأقاليم الوسطى إلى مديريتين، وتقسيم مديرتي الشرقية والغربية إلى نصفين، وتقسيم قنا والجيزة والفيوم إلى قسمين لكل منهما، كما تم تقسيم إسنا إلى 8 أقسام، كما تم تعديل إجراء على النواحي والقرى، حيث أضاف قري قديمة للأقسام وسحبها من مديريات وجعلها في أخرى، وذلك بناء على الموظف الذي عينه ليدير شئون إدارة الإقليم.

 

تسبب الأتراك في مظالم كبيرة في إدارة الأقاليم ، مما جعل محمد على باشا يستجيب لنصيحة القنصل الفرنسي بالاستعانة بالمصريين أبناء البلد وكذلك العرب في إدارة المحافظات ، ونشر ين العابدين شمس الدين وثيقة في كتابه حيث قال الباشا ( بأنه بالنظر لما شاهده الجناب العالي أثناء سفره من الإسكندرية إلى الجعفرية من عمران البلاد ووفرة الزراعة في الجهات التي أحيلت إلى عهدة المشايخ في الأقاليم البحرية ، صدرت الإرادة السنية برفع الحكام الترك عن الأقاليم الصعيدية ، وإحالتها إلى عهدة مشايخها ، فعين لكل قسم ناظر منهم ، فعلى الأهالي السمع لكلامه والإطاعة لأحكامه والاتفاق معه على تحصيل الأموال الأميرية وأن من يخل منه شيء يجرى تأديبه).

 

ويضيف زين العابدين ، أن في عهد عباس الأول رجع الأمر لعهده حيث كان عباسا يكره المصريون وقام باستبدالهم بالأتراك ، إلا إن في عهد سعيد باشا تقدمت إدارة الأقاليم خاصة أنه أعطى الإدارة للمصريين، وقد ظهرت في أيام الملكية أسماء المحافظات على محطات السكة الحديد ، وحملت الأسمين العربي والإنجليزي ولم تكن هناك أعلام أو شعارات للمحافظات أعلام المحافظات كيف ظهرت فكرة أعلام وشعارات المحافظات المصرية، وكيف ساهمت ثورة يوليو في تأسيس الشعارات والأعلام التي تتخذها المحافظات رمزاً لها؟ ظهرت الفكرة أبان المهرجان الشعبي الأول الذي أقيم في القاهرة يوم 23 يناير 1953م حيث تم عمل مسابقة من قبل الفنانين، في بداية تأسيس الأعلام والشعارات والرموز كما يؤكد كتاب قاموس الثورة المصرية 1954م تكون العلم الإقليمي من رسم مبسط يصور أهم مميزات الإقليم من أثر تاريخي أو رمز صناعي أو زراعة شائعة، وتم الاختيار النهائي لهذه الرسوم بعد مسابقة أجريت لهذا الغرض من الفنانين.

 

شعار القاهرة في بداية ثورة يوليو كان “مسجد القلعة”، أما الإسكندرية فكان شعارها “الفنار”، ودمياط “مركب شراعي” والقنال “هلب مركب”، وسيناء “جبل مضيء” والصحراء الغربية “جمل، والصحراء الجنوبية “رأس غزال”، أما السويس فاتخذت “سمك القرش” رمزًاً لها، وفي البحر الأحمر كان “بئر بترول”، وأسوان “الخزان” والغربية “مصنع غزل”، والمنوفية “زهرة قطن”، والجيزة “الأهرامات الثلاثة”، وجرجا “مركب نيلي”، والشرقية “حصان “، والدقهلية “سلة وسنبلة أرز”.

 

ومحافظة قنا كان شعارها “بوابة معبد دندرة” وقلة فخار”ماء” التي غنى لها سيد درويش أغنيته الشهيرة لمقاومة الاحتلال البريطاني “مليحة قوي القلل القناوي”، أما أسيوط فقد كان شعارها “القناطر”، والبحيرة “عنقود عنب”، والقليوبية “القناطر الخيرية”، أما الفؤادية فكان شعارها “قارب فرعوني” وبني سويف “ماكوك غزال”، والفيوم “ساقية”.

 

وأعدت كلية التربية النوعية بجامعة جنوب الوادي بقنا مقترح الهوية البصرية لمحافظة قنا، واستعرض أشرف الداودى محافظ قنا جلسة الحوار المجتمعي حول الهوية البصرية لمحافظة قنا، والهدف منها مشاركة كافة فئات المجتمع في اختيار مقترح الهوية البصرية لمحافظة قنا.

 

وناقش محافظ قنا والقيادات الشعبية والتنفيذية مقترح الهوية المقدم ، مشيرا إلى أنه عقب الانتهاء من مشروع الهوية البصرية سيتم طرحه للمشاركة المجتمعية ، باعتبار المشروع حق أصيل لكل مواطن في محافظة قنا، وبعد الانتهاء من جلسات المشاركة سيتم تعميم الهوية البصرية على كافة الهيئات والمؤسسات والمشروعات المحلية والقومية والسياحية للمحافظة.

 

واستعرض الدكتور محمد سعيد عميد كلية التربية النوعية بقنا ومصمم المقترح حيث استعرض التصميمات الخاصة بمقترح خلق هوية بصرية لمحافظة قنا حيث جاء التصميم لكلمة (قنا) من خلال أحرف اللغة العربية معبرا وله دلالاته التاريخية للمحافظة التي ترجع إلى عصور ماقبل الأسرات وتحديدا فخاريات حضارة نقادة وذلك في حرف (ق)،كما شمل التصميم على ملامح من معبد دندرة والصناعات الشعبية بالمحافظة .

 

كما استعرض بعض البوسترات الخاصة والتي تم دمجها مع التصميم الرئيسي وهى بوسترات قام بتصميمها الدكتورة غادة عبد الرحيم والدكتور عبد الرحمن حسن و المعيد إسلام عبد اللطيف وهم بقسم التربية الفنية بكلية التربية النوعية ، وبعد انتهاء العرض استمع محافظ قنا في جلسه حوار مجتمعي حول الهوية البصرية لمحافظة قنا،حيث أبدى الحاضرين أرائهم ومقترحاتهم، باعتبار أن ذلك يمثل صورة محافظه قنا أمام المجتمع المحلى والعربي والدولي فيما تم عرضه عليهم، وتولى الدكتور محمد سعيد مناقشة هذه الآراء ومدى قبولها من عدمه من الناحية الفنية والتشكيلية .

 

وقال الدكتور محمد سعيد في تصريح لــ”بوابة الأهرام” إن الشعار مختلف عن العلم مؤكدا أن الشعار هو اسم المحافظة ، وقد تم استعراض المقترح لدى محافظ قنا والقيادات التنفيذية والشعبية ونواب مجلسي النواب والشيوخ حيث تمت الموافقة المبدئية على الشعار الجديد مع بعض الملاحظات ، مؤكدا أن الهوية البصرية تم وضعها في أسوان من قبل وكذلك الأقصر، وهى ضمن توجيهات رئاسية بإعداد هوية بصرية للمحافظات المصرية طبقا لما تمتلكه كل محافظة من مقومات سياحية ومعالم تراثية، حيث تراعي تصميمات الهوية البصرية الأبعاد والظروف المحيطة بالبيئة.

 

 

 

بانر مدينة مصر أبريل 2024

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.