تستمر مصر في تعزيز موقعها كأحد أبرز دول العالم في إنتاج التمور، حيث تحتل مكانة رائدة في إنتاج التمور، مسجلة نسبة تصل إلى 18% من الإنتاج العالمي.
وقد جاءت هذه المكانة المرموقة نتيجة لجهود مستمرة في تطوير القطاع الزراعي والاهتمام المتزايد بالتكنولوجيا الزراعية.
في هذا السياق، أطلقت الدولة سلسلة من الاستراتيجيات والمبادرات الطموحة التي تهدف إلى رفع إنتاجية التمور، تحسين جودتها، وتعزيز قدرتها التنافسية في الأسواق الدولية.
حقائق وأرقام
تعتبر مصر واحدة من أكبر منتجي التمور على مستوى العالم، حيث تمتلك حوالي 16 مليون نخلة مثمرة، مما يشكل حوالي 24% من الإنتاج العربي و18% من الإنتاج العالمي للتمور. على الرغم من هذه الأرقام المبهرة، إلا أن هناك تحديات تتطلب استجابة سريعة، مثل الحاجة إلى تحسين كفاءة الإنتاج وتقليل الفاقد وتعزيز القدرة التنافسية في الأسواق العالمية.
استراتيجية تطوير إنتاج التمور
أعلن وزير التجارة والصناعة، المهندس أحمد سمير، عن استراتيجيته الطموحة لتطوير قطاع التمور في مصر حتى عام 2029. تتضمن الاستراتيجية عدة أهداف رئيسية تهدف إلى تحقيق تحول جذري في هذا القطاع، وهي:
- زيادة الصادرات: تستهدف الاستراتيجية رفع حجم صادرات التمور إلى 250 مليون دولار سنويًا، مع هدف للوصول إلى 500 مليون دولار بحلول عام 2034. لتحقيق هذا الهدف، سيتم التركيز على فتح أسواق جديدة وتعزيز العلاقات التجارية مع الأسواق الدولية الرئيسية.
- تقليل الفاقد: تسعى الاستراتيجية إلى تقليص نسبة الفاقد من التمور إلى 15%، من خلال تحسين تقنيات التخزين والنقل والتعامل مع التمور في مراحل مختلفة من سلسلة التوريد. هذا سيسهم بشكل كبير في زيادة الكفاءة والربحية.
- تحسين الإنتاجية: تهدف الاستراتيجية إلى رفع إنتاجية النخيل بنسبة تتجاوز 25% عبر تطبيق تقنيات زراعية حديثة، بما في ذلك تحسين الأصناف المستخدمة واستخدام تقنيات الري الحديثة.
مشروعات رئيسية
تستند الاستراتيجية إلى مجموعة من المشاريع الرئيسية التي تهدف إلى تحقيق أهداف تطوير إنتاج التمور ، ومن أبرزها:
- إنشاء مزارع جديدة: في إطار التوسع، يتم تنفيذ مشاريع مثل إنشاء أكبر مزرعة نخيل في العالم في مناطق توشكي والعوينات، والتي ستضيف حوالي 2.3 مليون نخلة جديدة إلى المخزون الزراعي في مصر. هذه المشاريع ستمكن من زيادة الإنتاجية وتعزيز قدرة البلاد على تلبية الطلب المتزايد على التمور.
- تحسين التقنيات الزراعية: تتضمن الاستراتيجية تبني أصناف جديدة من النخيل التي تتميز بقدرتها العالية على الإنتاج ومقاومتها للأمراض. كما سيتم استخدام تقنيات متقدمة مثل أنظمة الري بالتنقيط وتحسين التربة لزيادة إنتاجية النخيل وتحسين جودة التمور.
- توسيع القدرات التصنيعية: تهدف الدولة إلى تطوير مصانع التمور لزيادة قدرتها الإنتاجية وتحديث البنية التحتية، بما في ذلك إدخال تقنيات تصنيع حديثة لتحسين جودة المنتج النهائي وزيادة قيمته السوقية.
- الاستثمار في البحث والتطوير: سيتم تخصيص جزء من الاستثمارات لبرامج البحث والتطوير التي تركز على تحسين تقنيات الزراعة والتصنيع، وتطوير منتجات جديدة، مما سيساعد في تعزيز الابتكار وزيادة القدرة التنافسية للقطاع.
من خلال هذه الاستراتيجيات والمشاريع الطموحة، تعزز مصر من قدرتها التنافسية في سوق التمور العالمية، مما يعكس التزامها بتطوير هذا القطاع الحيوي وتحقيق أقصى استفادة منه. تتطلع الحكومة إلى تعزيز مكانة مصر كواحدة من أكبر الدول المصدرة للتمور وتحقيق قفزات نوعية في هذا المجال خلال السنوات القادمة.
أقرا أيضًا
وزارة الصناعة تُطلق المرحلة الأولى من منصة مصر الصناعية الرقمية