يشكل النمو السكاني وصحة المرأة محورين رئيسيين في جهود التنمية بمصر. في هذا السياق، يبرز دور صندوق الأمم المتحدة للسكان كشريك استراتيجي للحكومة المصرية، عبر برامج ومبادرات تغطي مختلف الجوانب السكانية والصحية، بما يدعم رؤية مصر 2030.
في هذا الحوار، يكشف إيف ساسينراث، ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في مصر، عن تفاصيل الشراكات الجارية، وأولويات العمل، وحجم التمويلات، إضافة إلى خطط دعم المناطق الحدودية والريفية، والتعاون مع دول الجوار.
- ما طبيعة التعاون بين صندوق الأمم المتحدة للسكان والحكومة المصرية؟
نعمل مع جميع الجهات الحكومية دون استثناء، و هناك شراكة قوية مع وزارة الصحة، وزارة التضامن، وزارة التنمية المحلية، ووزارة الخارجية، كما نتعاون مع الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في إعداد التعداد السكاني لعام 2027.
هدفنا الرئيسي هو دعم الصحة الإنجابية وتحسين المؤشرات السكانية، بما يتماشى مع رؤية مصر 2030.
- ما أهم أولويات الصندوق في مصر خلال الفترة الحالية؟
نركز على قضايا تنظيم الأسرة، تمكين النساء والأسر في اتخاذ قرارات صحية مدروسة، وتوسيع التوعية بالصحة الإنجابية. نعمل على رفع وعي المجتمع، والتعاون مع الجهات المختصة في توفير البيانات الدقيقة، مثل المعهد القومي للتخطيط.
- ما أبرز البرامج التي ينفذها الصندوق لدعم صحة المرأة والطفل في عام 2025؟
لدينا برامج مستمرة مع المجلس القومي للمرأة، والمجلس القومي للطفولة والأمومة، و مع وزارة الصحة والسكان.
هذه البرامج تشمل التوعية، تحسين الخدمات الصحية، ودعم النساء في المناطق الفقيرة. كما نعمل مع وزارة التضامن الاجتماعي لتوسيع تأثير هذه البرامج.
- ما حجم تدخلاتكم في المناطق الحدودية والصعيد؟
نستهدف 73 منطقة “حمراء” تعاني من فقر مرتفع ونسب إنجاب عالية،و نعمل على تقديم خدمات الرعاية الصحية الأساسية، خاصة في أسوان وشمال وجنوب سيناء.
تلك المناطق تأثرت بعمليات النزوح والهجرة، خاصة بعد صراعات غزة، لذا نوفر المساحات الآمنة للنساء والفتيات التي تدعم صحة المرأة الجسدية والنفسية والإنجابية.
- هل تشمل التدخلات قضايا العنف الأسري؟
نعم. نتعاون مع المجلس القومي للمرأة والمجلس القومي للطفولة والأمومة في برامج لحماية النساء من العنف، سواء داخل الأسرة أو في المجتمع، ونسعى إلى توفير الدعم النفسي والاجتماعي اللازم.
- ما حجم تمويلات الصندوق في مصر؟ وهل هناك نية لزيادتها؟
تمويلاتنا الحالية تبلغ نحو 15 مليون دولار، بدعم من الاتحاد الأوروبي، إيطاليا، والنرويج، واخرين، وهناك توجه لدعم الاستراتيجية القومية للسكان بمليون دولار إضافية بالتعاون مع شركاء القطاع الخاص مثل باير، ويوجد أيضًا العديد من المشروعات قيد البحث والتنفيذ لدعم الاستراتيجية القومية للسكان .
وأود التنويه على أن الصندوق لا يعمل كبنك تمويلي، بل كشريك في وضع وتنفيذ الاستراتيجيات السكانية بالتعاون مع الحكومة المصرية، مضيفا ان الفترة الراهنة تشهد تمويل أقل ولكن هناك تعاون بصورة أكبر ،حيث يتم مساعدةمصر على وضع استراتيجات استثمارية لتعذير المكاسب الاقتصادية .
- كيف تصف دور مصر الإقليمي في قضايا السكان؟
مصر تلعب دورًا مركزيًا في العالم العربي وإفريقيا، و نحن ندعم جهودها في التعاون مع دول الجوار= وتبادل الخبرات مع دول الجوار، مضيفًا أن مصر تمتلك نموذجًا ناجحًا يمكن البناء عليه في دعم الاستثمار في رأس المال البشري.
