ترخيص المجلس الأعلى للإعلام

رقم : ٢٠٢٢ / ٦٠

رئيس التحرير

إبراهيم عادل

رئيس التحرير التنفيذى

مصطفى صلاح

جيف بيزوس

جيف بيزوس يستثمر التوتر بين ماسك وترامب لصالح مشروعه الفضائي

الجمعة، 27 يونيو 2025 03:01 م

كشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، أن جيف بيزوس، مؤسس "أمازون" ومالك شركة "بلو أوريجين" الفضائية، بدأ تحركات مدروسة للتقارب مع شخصيات مؤثرة داخل إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مستغلًا التوترات الأخيرة بين ترامب وإيلون ماسك، مالك شركة "سبيس إكس".

وبحسب مصادر مطلعة، فإن هذه التحركات تهدف إلى تعزيز فرص "بلو أوريجين" في الحصول على عقود حكومية جديدة ضمن برامج الفضاء التابعة لوكالة "ناسا" ووزارة الدفاع الأمريكية.

وبحسب الصحيفة الأمريكية ذاتها، يبدو أن جيف بيزوس قد قرر، أن يحوّل الخلاف بين إيلون ماسك ودونالد ترامب إلى وقود جديد لمشروعه الفضائي، ليتحرّك مشروعه الفضائي "بلو أوريجين" بصمت، بل ويعيد رسم خارطة النفوذ في برامج الفضاء الأمريكية.

حملة ضغط

أشارت صحيفة «وول ستريت جورنال»، إلى أن "بلو أوريجين" بدأت حملة ضغط موسعة لاستعادة موطئ قدم داخل المؤسسات الفيدرالية الأمريكية، بعد سنوات من التراجع لصالح "سبيس إكس" التي أصبحت الشريك المفضل للوكالات الأمريكية في مجال الفضاء، خاصة خلال إدارة ترامب.

وتتزامن هذه الحملة مع التصدع العلني في العلاقة بين ترامب وماسك، حيث تبادل الطرفان تصريحات حادة مؤخرًا.

فقد وصف ترامب ماسك بأنه "ناكر للجميل"، مُنتقدًا مواقفه من ملفات الهجرة والذكاء الاصطناعي، في حين رد ماسك عبر منصة "إكس"، واصفًا ترامب بأنه "غير مؤهل للعودة إلى البيت الأبيض".

 استراتيجية بيزوس الجديدة 

تحرّك جيف بيزوس، يُنظر إليه على أنه جزء من استراتيجية أوسع لإعادة تموضع شركته داخل المشهد الفضائي الأمريكي، وتُظهر وثائق داخلية أن "بلو أوريجين" تسعى للاستفادة من أي تراجع في علاقة "سبيس إكس" بالإدارة الجمهورية، بعدما كانت الأخيرة تهيمن على عقود الإطلاقات والبعثات الفضائية طوال السنوات الماضية.

وللتذكير، كانت "بلو أوريجين" قد خسرت عدة عقود استراتيجية لصالح "سبيس إكس"، منها عقد تطوير نظام الهبوط القمري التابع لوكالة ناسا الفضائية عام 2021، ما دفعها إلى تقديم طعون قانونية ضد تلك النتائج، لكنها لم تنجح..

  بيزوس وماسك 

لم يكن الصراع بين بيزوس وماسك وليد اللحظة.. بل يمتد منذ سنوات في قطاعات متعددة، بين التجارة الإلكترونية، والفضاء، والإعلام، وحتى الذكاء الاصطناعي.

لكن في مجال الفضاء تحديدًا، تحول التنافس إلى ما يشبه سباقًا عالميًا بين اثنين من أثرى رجال الأعمال في العالم، يسعى كل منهما إلى ترك بصمة استراتيجية في مرحلة جديدة من التوسع الفضائي الأمريكي، وسط مخاوف من التقدم الصيني والروسي في هذا المضمار.

الفضاء الأمريكي

تُعد العلاقة بين الحكومة الأمريكية وشركات الفضاء الخاصة، مثل "سبيس إكس" و"بلو أوريجين"، واحدة من أكثر الملفات الحساسة في السياسة الدفاعية الأمريكية، خصوصًا في ظل توجه واشنطن إلى تعزيز بنيتها التحتية في الفضاء لمواجهة التحديات الجيوسياسية.

وفي هذا السياق، يرى محللون أن ما يجري حاليًا ليس مجرد صراع بين شركات الفضاء، بل هو انعكاس لتحولات أعمق في العلاقة بين السياسة والقطاع التكنولوجي، وربما تكون نتائج هذا الصراع مؤثرة على من يحكم الفضاء في العقود القادمة.