آخر الأخبار
الخميس، 18 سبتمبر 2025 05:15 م
استقبل الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، بمقر الحكومة بشارع قصر العينى؛ الملك فيليبي السادس، ملك إسبانيا، والوفد رفيع المستوى المرافق لجلالته، وذلك بمناسبة زيارة الدولة التي يقوم بها جلالة الملك إلى جمهورية مصر العربية.
وحضر اللقاء، الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية، وزير الصحة والسكان، والمهندس حسن الخطيب، وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، والسفير إيهاب بدوي، سفير مصر فى إسبانيا، والسفير وائل حامد، مساعد وزير الخارجية للشئون الأوروبية.
واستهل رئيس الوزراء اللقاء بالترحيب بجلالة الملك فيليبي السادس، ملك إسبانيا، بمقر الحكومة بقصر العيني، معرباً عن تشرفه باستقبال جلالة الملك فى هذه الزيارة التاريخية لمصر، والتى تأتي عقب الزيارة الأخيرة لسيادة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، إلى إسبانيا للمرة الثانية خلال الفترة من 18-20 فبراير الماضي، والتي شهدت التوقيع على إعلان ترفيع العلاقات بين البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، فضلاً عن التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم للتعاون الاقتصادي والتجاري والصناعي والفني والسياحي، وكذا ما يتعلق بمجالي الهجرة، والنقل، وغيرها من المجالات.
وأشاد رئيس الوزراء بالعلاقات المتميزة بين الجانبين المصري والإسباني، مشيراً إلى أن زيارة جلالة الملك تحمل أهمية خاصة، حيث شهدت العديد من الفعاليات المهمة، وعلى رأسها استقبال السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، لجلالة الملك فيليبي السادس، ملك إسبانيا.
ولفت رئيس الوزراء، خلال اللقاء، إلى جهود الحكومة المصرية على مدار السنوات الماضية لتنفيذ العديد من الإجراءات والخطوات فى إطار برنامج الإصلاح الاقتصادي، وذلك بما يعزز ويسهم فى تهيئة مناخ جاذب لمزيد من الاستثمارات الأجنبية، والتعاون مع العديد من الشركاء الدوليين، وعلى رأسهم مملكة إسبانيا.
وأعرب رئيس الوزراء، خلال اللقاء، عن التطلع لاستقبال جلالة الملك مجددًا مع السيد رئيس الحكومة الإسبانية وعدد من كبار الشخصيات الإسبان في افتتاح المتحف المصري الكبير في مطلع شهر نوفمبر القادم.
وأشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى الاهتمام الذي توليه الدولة المصرية لجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، منوها إلى الطفرة التي شهدتها مصر على مدار السنوات العشر الماضية في مجال البنية التحتية، بما في ذلك شبكة الطرق وتطوير الموانئ وإنشاء المناطق الصناعية الخاصة، وفي مقدمتها المنطقة الاقتصادية الخاصة بقناة السويس، والتي يمكن أن تشهد استثمارات أسبانية في هذا الموقع الحيوي والاستراتيجي الذي يُمكن أن يمثل بوابة لنفاذ المنتجات الإسبانية إلى مختلف الدول والمناطق الجغرافية التي ترتبط معها مصر باتفاقيات للتجارة الحرة والتفضيلية، سواء في المنطقة العربية أو القارة الإفريقية، فضلاً عن وجود فرص ومجالات كبيرة لتوسيع نطاق الشراكة بين البلدين خاصة في مجالات البنية التحتية، والنقل والمياه والطاقة المتجددة والربط الكهربائي، مرحباً بانخراط عدد من الشركات الإسبانية في مشروعات قطاع الطاقة وإنتاج الهيدروجين الأخضر.
كما رحب رئيس الوزراء بوتيرة التعاون الثنائي بين البلدين على مدار السنوات الماضية وخاصة في مجال جذب الاستثمارات حيث بلغ حجم الاستثمارات الإسبانية في مصر 882,93 مليون يورو (حتى شهر يوليو 2024)، معربا عن الرغبة في البناء على التجارب الناجحة لمشروعات التعاون المشترك على غرار الطفرة التي شهدها التعاون في مجال النقل والمواصلات باعتباره قطاعاً حيوياً يقدم خدمات مباشرة للمواطن المصري، وكذا في مشروع انتاج البلازما وتعميم هذه التجارب لتنسحب على مجالات مختلفة كثيرة من بينها التصنيع المشترك والاستثمار الزراعي، مؤكداً على ما توليه الدولة المصرية من أهمية لتوطين العديد من الصناعات وزيادة المكون المحلي في مختلف المشروعات التي تنفذها شركات إسبانية في مصر.
كما أعرب الدكتور مصطفى مدبولي عن اهتمام مصر بإحراز مزيد من تنمية وتنشيط التعاون في المجال السياحي بين البلدين، والاستفادة من الخبرة الأسبانية كدولة سياحية كبرى، لافتا إلى أن ذلك انعكس على الحرص على توقيع مذكرة التفاهم مع الجانب الإسباني للتعاون في هذا المجال، لاسيما أن السياحة تعد من أعمدة الاقتصاد المصري التي تدر العملة الصعبة.
ونوه رئيس الوزراء إلى أهمية العلاقات التجارية مع أسبانيا، باعتبارها أحد الشركاء التجاريين المهمين لمصر داخل الاتحاد الأوروبي، مؤكداً عزمه العمل من أجل مضاعفة حجم التبادل التجاري بين مصر وإسبانيا خلال الفترة القادمة، خاصةً فى ضوء ما يربط البلدين من قرب جغرافي نسبي وخطوط ملاحية مباشرة، هذا فضلا عن دعم العلاقات مع أسبانيا فى العديد من المجالات ذات الاهتمام المشترك.
وخلال اللقاء، أعرب جلالة الملك فيليبي السادس، عن تقديره للزيارة الحالية التي يقوم بها إلى مصر وحفاوة الاستقبال، مؤكدًا أنه يجب التحرك السريع لدعم التعاون في العديد من المجالات، ودعم الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
كما أعرب ملك إسبانيا عن تقديره لمشاركة رئيس الوزراء في المؤتمر الدولي الرابع للتمويل من أجل التنمية الذي عقد في إشبيلية بإسبانيا خلال الفترة من 30 يونيو - 3 يوليو 2025.
وأكد جلالة الملك دور مصر المهم في المنطقة، وإدراكه لطبيعة الأزمات الحالية التي تشهدها المنطقة وتداعياتها على مصر، ولا سيما فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.
وأشاد ملك إسبانيا بالعلاقات المهمة والتاريخية التي تربط إسبانيا بمصر، والتعاون القائم في مختلف المجالات بينهما، فضلا عن العلاقات المهمة التي تحظى بها مصر مع الاتحاد الأوروبي.
وأكد جلالة الملك أهمية دعم العلاقات بين القطاع الخاص في البلدين من أجل إعطاء دفعة للتعاون والاستثمارات المشتركة بينهما.
وأوضح الملك فيليبي السادس أنه توجد هناك فرص للتعاون في مجالات الصحة والثقافة والتراث بين البلدين.
ونوه ملك إسبانيا إلى علاقات التعاون القائمة بين الاتحاد الأوروبي ودول الجوار، ومن بينها مصر، وكذا أهمية دعمها في مختلف المجالات، خاصة في ظل ما يربط الجانبين باعتبارهما من دول منطقة البحر المتوسط.
وأعرب جلالة الملك عن تقديره لنجاح مصر خلال الأعوام الماضية في تحقيق الأمن والاستقرار عبر مكافحة الإرهاب ودفع جهود التنمية.
كما أعرب كذلك عن تطلعه لتحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن إسبانيا تقدم الدعم اللازم لوكالة الأونروا في ظل الدور المهم الذي تقوم به تجاه اللاجئين الفلسطينيين، وأكد أهمية التوصل لوقف إطلاق النار، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني.
من جانبه، أشاد رئيس مجلس الوزراء بالموقف الإسباني القوي تجاه القضية الفلسطينية، مؤكدا أن مصر عبرت عن موقفها بصراحة ووضوح منذ اليوم الأول للحرب، مضيفا: موقفنا واضح ونرفض تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه. وشدد على أن حل الدولتين وإقرار السلام هو السبيل الوحيد لتسوية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، وأن مصر تدعم حق الشعب الفلسطيني في نيل حقوقه المشروعة، ولا سيما حقه في تقرير المصير، عبر استقلال دولته على خطوط الرابع من يونيو عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، مضيفا أن هذا هو الحل الوحيد، ولا توجد حلول أخرى للقضية الفلسطينية.
وفي الختام، أكد رئيس مجلس الوزراء أن الحكومة المصرية ملتزمة بدعم وتطوير العلاقات مع إسبانيا.
قد يعجبك ايضا