آخر الأخبار
الثلاثاء، 21 أكتوبر 2025 03:44 م
أعلنت وزارة الثقافة الإيطالية عن خطة غير مسبوقة لتحديث أنظمة الأمن فى متاحفها عبر دمج تقنيات الذكاء الاصطناعى وتحليلات البيانات الضخمة فى خطوة تهدف إلى حماية التراث الثقافي الإيطالى من أي تهديدات مستقبلية ، وذلك ى أعقاب حادثة السرقة التي هزت متحف اللوفر فى باريس الأسبوع الماضى.
ووفقا لصحيفة لا ريبوبليكا الإيطالية فقد قالت الوزارة إن أمن التراث الثقافي أصبح أولوية قصوى مؤكدة أن الجهود الحالية تركز على تعزيز قدرات المراقبة والتدابير والوقائية فى المؤسسات المتحفية والمواقع الأثرية.
وأوضحت الوزارة أن مديرية المتاحف الوطنية تعمل على تطوير مشروعين تجريبيين رئيسيين مخصصين لحماية القطع الأثرية النادرة، بتمويل يتجاوز 70 مليون يورو من صناديق الاتحاد الأوروبى، ويمثل هذا المشروع أوسع برنامج لتحديث الأمن الثقافي في أوروبا منذ عقد، ويعتمد على منظومة رقمية قادرة على تحليل السلوك البشري في الوقت الفعلي داخل المتاحف والمناطق الأثرية.
وتهدف المبادرة إلى إنشاء شبكة من الكاميرات الذكية وأجهزة الاستشعار الموزعة في أرجاء المتاحف والمواقع التاريخية، بحيث تستطيع هذه الأنظمة التعرف على أي حركة مريبة أو نشاط غير معتاد ، كحركات متكررة قرب القطع المعروضة أو محاولات لمسها وتنبيه فرق الأمن بشكل فوري.
وأشار مسؤول في الوزارة إلى أن النظام الجديد سيوفر أعينًا إلكترونية لا تنام، موضحًا أن الذكاء الاصطناعي سيُستخدم ليس فقط للمراقبة، بل أيضًا للتنبؤ بالمخاطر المحتملة من خلال تحليل أنماط السلوك السابقة والزائرين المترددين على المواقع.
وتعتمد المبادرة كذلك على تقنيات الأمن السيبراني لضمان حماية البيانات الحساسة المتعلقة بالقطع الأثرية ومسارات الزوار، إضافة إلى إنشاء مركز وطني للتحكم في أمن المتاحف، يربط بين العاصمة روما والمدن التاريخية الكبرى مثل فلورنسا ونابولي والبندقية.
وأكدت الوزارة أن المشروعين التجريبيين يشملان في مرحلتهما الأولى مواقع أثرية ذات حساسية عالية، من بينها بقايا مدينة بومبي القديمة ومتاحف الفاتيكان، على أن يُعمم النظام لاحقًا على جميع المؤسسات الثقافية في البلاد بحلول عام 2027.
وتأتي هذه الخطوة بينما تواجه أوروبا تزايدًا في الحوادث المرتبطة بسرقة الأعمال الفنية أو تخريبها، ما دفع عدداً من الدول إلى مراجعة استراتيجياتها الأمنية. وفي هذا السياق، قالت مديرة هيئة المتاحف الإيطالية، إليزابيتا ميرياني، إن إيطاليا لا تنتظر أن تتكرر الكارثة لتتحرك، بل تبادر إلى بناء نظام استباقي ذكي يضمن حماية كنوزها الثقافية للأجيال القادمة.
يُذكر أن حادثة السرقة الأخيرة في متحف اللوفر أثارت صدمة في الأوساط الثقافية الأوروبية، بعدما تمكن لصوص من سرقة قطع فنية صغيرة الحجم رغم الإجراءات الأمنية المشددة، وقد دفعت هذه الواقعة كبرى المتاحف في القارة إلى تعزيز أنظمتها وتحديث بروتوكولات الأمن.
وبينما تتقدم التكنولوجيا بخطى سريعة، ترى الحكومة الإيطالية أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون خط الدفاع الأول عن تراثها الفريد، الذي يمثل أحد أهم أركان الهوية الإيطالية ومصدر فخرها العالمي. وبهذا المشروع، تسعى روما إلى تحويل أزمـة أمنية أوروبية إلى فرصة لتحديث بنيتها الثقافية، لتظل فنونها وتاريخها محصنة أمام التهديدات البشرية والتقنية على حد سواء.
قد يعجبك ايضا