صلاح فضل.. الناقد الأدبي الشهير يهزمه السرطان .. من النشأة الى الرحيل | يلا بيزنس

صلاح فضل.. الناقد الأدبي الشهير يهزمه السرطان .. من النشأة الى الرحيل

الناقد الدكتور صلاح فضل، الذي رحل عن عالمنا اليوم السبت، بعد صراع مع السرطان، يعد واحدًا من أهم المثقفين المصريين والنقاد العرب الذين بزغوا في سبعينيات القرن العشرين، فهو أكاديمي ومجدد لا يخاطب قراءه من خلف النظريات النقدية الجامدة التي يستعصى على غير المتخصصين فهمها، وإنما يبسط ويجيز، فيصل إلى القراء على جميع المستويات.

 

اقرأ أيضًا:

الزراعة: أسعار القطن اليوم تجاوزت 8200 جنيه للقنطار

إعلان بنك مصر رئيسية عرضي

في تقرير يصدر كل عامين.. الإحصاء : شراء 133.5 ألف جرار زراعي

بانر البنك الزراعي يونيو  داخل الأخبار

نشأ صلاح فضل هو وجيله في ظروف

‏‎ استثنائية، كانت الدراسة الجامعية هي المتنفس والملجأ الوحيد لهم، فبرغم الانتعاش الثقافي في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر إلا أنه مع أبناء جيله كان ينتابهم الخوف من السجن، فكان يقول “لكي أنجو من هذا المصير، كنت أعد نفسي لكي أكون أستاذًا بالجامعة والأستاذ الجامعي لابد له أن يترفع عن العمل السياسي المباشر وينغمس في العمل الأكاديمي وقد كان”.

 

ولد صلاح فضل بقرية شباس الشهداء بمركز دسوق في محافظة كفر الشيخ شمال الدلتا في 21 مارس عام 1938. اجتاز المراحل التعليمية الابتدائية والثانوية بالمعاهد الأزهرية. وفي العام 1962، حصل على ليسانس من كلية دار العلوم التابعة لجامعة القاهرة. أوفد في بعثة للدراسات العليا بإسبانيا وحصل على دكتوراه الدولة في الآداب من جامعة مدريد المركزية عام 1972.

 

‏‎انشغل صلاح فضل بالفكر والثقافة والنقد وكان النقد هو مشروعه في السنوات الأولى من حياته، وبعد الثمانينيات بدأ يميل للعمل السياسي بعد حادث نجيب محفوظ، فكان الحادث حاسما له، فبدأ يشجع جبهات ومجموعات، ويرفع راية الدفاع عن حرية الرأي، حتى أصبح أكثر التحامًا بالواقع المصري وأكثر التصاقًا بمعاناة مثقف يريد أن يكون له دور في المجتمع أكثر من دور أستاذ الجامعة.

 

‏للدكتور صلاح فضل حضور عربي مميز، جعل الكثيرون يغبطونه على حضوره الواسع، وبخاصة برنامج أمير الشعراء الذي يشاهده الملايين، فكان يرد صلاح فضل على المنتقدين “أي شخصية مصرية تنتدب لفضاء عربي ثقافي معرفي ينبغي أن تبذل طاقتها لتمد الدول الأخرى وعلي امتداد أحمد شرقي ولطفي السيد وطه حسين، بدلًا من أن ياتوا إلينا، نذهب إليهم، فما أقوم به هو امتداد للدور الريادي المصري”.

صلاح فضل.. الناقد الأدبي الشهير يهزمه السرطان .. من النشأة الى الرحيل

شغف صلاح فضل بالنقد جعله يمضي سنوات في الكتابة عن منهج البنيوية وهو منهج نقدي نقله إلى العربية في حين لم توجد، أية كلمة عربية تصدر عن البنيوية، فأمضى في هذا الطريق.

 

لم يكتب صلاح فضل سيرته الذاتية، لكنه حاولت أن يهرب من السير الذاتية بكتاب “عين النقد”، إذ رأى أن السير الذاتية تقتضي قدر من الصراحة والصدق، وهو بحسب تعبيره لا يقوى عليه.

 

وأثناء فترة بعثه إلى إسبانيا، تولى مناصب متعددة في الجامعة الوطنية المستقلة في المكسيك، فعمل مدرساً للأدب العربي والترجمة بكلية الفلسفة والآداب منذ العام 1968 حتى العام 1972، وأنشأ قسم اللغة العربية وآدابها عام 1975، ورُشح لمرتبة أستاذ شرفي لقسم للدراسات العليا بالجامعة.

 

علاوة على ذلك، عمل أستاذًا زائراً بكلية المكسيك للدراسات العليا منذ العام 1974 حتى العام 1977. تولى فضل منصبين في المعهد المصري للدراسات الإسلامية في مدريد في إسبانيا منذ العام 1980 حتى 1985، فعمل مديراً له أولاً، وترأس تحرير المجلة التي يصدرها المعهد ثانياً.

 

بعد عودته من إسبانيا، عمل أستاذًا للأدب والنقد بكُلِّيتي اللغة العربية والبنات بجامعة الأزهر، وأستاذًا للنقد الأدبي والأدب المقارن بكلية الآداب بجامعة عين شمس. كذلك عمل أستاذاً زائراً خارج مصر، وذلك في جامعة صنعاء في اليمن والبحرين حتى العام 1994.

 

تولى فضل مناصب غير تعليمية أيضًا، فأثناء فترة عمله كمدرس في الجامعة الوطنية، وذلك تحديداً منذ العام 1968 حتى العام 1972، تعاقد مع المجلس الأعلى للبحث العلمي في إسبانيا للمساهمة في إحياء تراث ابن رشد الفلسفي ونشره. وعندما رجع إلى مصر، ترأس قسم اللغة العربية في جامعة عين شمس، وذلك منذ العام 1979.

 

انتدب عميداً للمعهد العالي للنقد الفني بأكاديمية الفنون في مصر منذ العام 1985 حتى العام 1988، ومستشاراً ثقافياً لمصر.

 

كما كان لفضل نشاط مجمعي ملحوظ؛ فهو عضو في لجنة الاقتصاد، ومقرر للجنة الأدب، وصاحب مشروع يعمل على تطوير العمل بالمجمع وتوسيع دائرة نشاطه ونشر رسالته، وقدم هذا المشروع إلى مجلس المجمع من أجل الموافقة عليه.

 

ترأس مجلس إدارة الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية في الفترة من 8 يناير 2002 إلى 20 مارس 2003. اختير أستاذاً شرفياً للدراسات العليا بجامعة مدريد المستقلة، وعضواً شرفياً بالجمعية الأكاديمية التاريخية الإسبانية. وهو مستشار مكتبة الإسكندرية منذ 2003، وانتُخب عضواً بمجمع اللغة العربية في السنة نفسها، والمجمع العلمي المصري في 2005، وآخر منصب ثقافي تولاه هو رئاسة مجمع اللغة العربية في مصر.

 

ساعد فضل بإثراء المكتبة العربية من خلال إصدار مؤلفات متعددة وفي شتى المجالات، من بينها الأدب والنقد الأدبي والأدب المقارن. وبفضل اصداراته، أُثريت رؤى الباحثين في مجال الشعر والمسرح والرواية.

 

للدكتور صلاح فضل مؤلفات عديدة أثرت المكتبة العربية في الأدب والنقد الأدبي والأدب المقارن وزودت الباحثين برؤى جديدة في الشعر والمسرح والرواية، منها:

 

من الرومانث الإسباني: دراسة ونماذج 1974م.

 

منهج الواقعية في الإبداع الأدبي 1978م.

 

نظرية البنائية في النقد الأدبي 1978م.

 

تأثير الثقافة الإسلامية في الكوميديا الإلهية لدانتي 1980م.

 

علم الأسلوب، مبادئه وإجراءاته 1984م.

 

إنتاج الدلالة الأدبية 1987م.

 

ملحمة المغازي الموريسكية 1988م.

 

شفرات النص، بحوث سيميولوجية 1989م.

 

ظواهر المسرح الإسباني 1992م.

 

أساليب السرد في الرواية العربية 1993م.

 

بلاغة الخطاب وعلم النص 1993م.

 

أساليب الشعرية المعاصرة 1995م.

 

أشكال التخيل، من فتات الحياة والأدب 1995م.

 

مناهج النقد المعاصر 1996م.

 

قراءة الصورة وصور القراءة 1996م.

 

عين النقد على الرواية المعاصرة 1997م.

 

نبرات الخطاب الشعري 1998م.

 

تكوينات نقدية ضد موت المؤلف 2000م.

 

شعرية السرد 2002م.

 

تحولات الشعرية العربية 2002م.

 

الإبداع شراكة حضارية 2003م.

 

وردة البحر وحرية الخيال الأنثوي 2004م.

 

حواريات في الفكر الأدبي 2004م.

 

جماليات الحرية في الشعر 2005م.

 

لذة التجريب الروائي 2005م.

 

محمود درويش-حالة شعرية 2008م

 

ومما ترجمه من المسرح الإسباني:

 

الحياة حلم، لكالديرون دي لاباركا 1978م.

 

نجمة أشبيلية، تأليف لوبي دي فيجا 1979م.

 

القصة المزدوجة للدكتور بالمي، تأليف بويرو باييخو 1974م.

 

حلم العقل ودون كيشوت، تأليف بويرو باييخو 1975م.

 

وصول الآلهة، تأليف بويرو باييخو 1977م.

 

 

بانر مدينة مصر أبريل 2024

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.