مركز المعلومات: تمكين الشباب عنصر حاسم فى النمو الاقتصادى والاستدامة

أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء تقريرًا جديدًا حول "تمكين الشباب"، حيث تناول التقرير الإطار المفاهيمي للتمكين وتعريف فئة الشباب، إلى جانب استعراض أثر تمكينهم في تحقيق التنمية المستدامة. كما ركز على الاهتمام العالمي بتمكين الشباب من خلال تحليل النظرة الدولية لهذه الفئة، مع تسليط الضوء على دور المنظمات الدولية في دعمهم. وشمل التقرير أيضًا الأبعاد الاقتصادية، والسياسية، والاجتماعية لتمكين الشباب في مصر. وأوضح التقرير أن منظمة "United Way of The National Capital Area" في الولايات المتحدة الأمريكية، صنفت التمكين إلى عدة أنواع، منها التمكين الشخصي الذي يهدف إلى تعزيز ثقة الفرد بنفسه وشعوره بالمسئولية، والتمكين المجتمعي الذي يسعى إلى تمكين المجتمعات المحلية من تحديد احتياجاتها والتعامل مع تحدياتها. كما يشمل التمكين الاقتصادي الذي يركز على تحسين الأوضاع المالية للأفراد والمجتمعات، والتمكين السياسي الذي يعزز من مشاركة الأفراد في العمليات السياسية، إلى جانب التمكين البيئي الذي يرسخ الشعور بالمسئولية تجاه البيئة، والتمكين الرقمي الذي يعمل على تقليص الفجوة الرقمية من خلال تحسين الوصول إلى الموارد الرقمية وتعزيز مهارات التكنولوجيا، بالإضافة إلى التمكين الاجتماعي الذي يعزز الإدماج والمساواة في الحقوق، والتمكين التنظيمي الذي يسعى إلى خلق بيئة داعمة داخل المؤسسات، وأخيرًا تمكين المرأة الذي يهدف إلى تحقيق المساواة بين الجنسين. وأشار التقرير إلى أن تمكين الشباب يُعد عنصرًا حاسمًا في النمو الاقتصادي والاستدامة، حيث إن توفير التعليم الجيد والتدريب المهني وريادة الأعمال يساعد في تحويل الشباب إلى عناصر فاعلة في سوق العمل، ما يؤدي إلى زيادة الإنتاجية والابتكار. وأكدت الأمم المتحدة أن التضامن بين الأجيال هو أحد المبادئ الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة، في إطار التأكيد على مبدأ "عدم ترك أحد خلف الركب". ووفقًا لإحصائيات الأمم المتحدة، فإن عدد الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عامًا بلغ 1.26 مليار نسمة في عام 2023، بما يشكل 15.6% من إجمالي سكان العالم. وعند توسيع نطاق الفئة العمرية إلى 10-29 عامًا، وفق تعريف الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، نجد أن عدد الشباب ارتفع إلى 2.54 مليار نسمة، أي ما يمثل 31.4% من إجمالي السكان عالميًا. وفيما يتعلق بالتحديات التي تواجه الشباب، أوضح تقرير منظمة العمل الدولية لعام 2024 أن معدل البطالة بين الشباب عالميًا بلغ 13% في عام 2023، مع تفاوت الفرص وفق مستويات الدخل في الدول. ففي الدول ذات الدخل المرتفع تصل نسبة الشباب العاملين في وظائف رسمية إلى 76%، بينما تعاني الدول منخفضة الدخل من ارتفاع معدلات البطالة وعدم الاستقرار الوظيفي. وأبرز التقرير جهود المنظمات الدولية في تمكين الشباب عالميًا، ومن بينها منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (UNIDO)، البنك الدولي، منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، مجلس الشباب الدولي (IYC)، منتدى الشباب التابع للمجلس الاقتصادي والاجتماعي بالأمم المتحدة، وبرنامج العمل العالمي للشباب، بالإضافة إلى منظمة "صلتك"، وهي مؤسسة دولية غير حكومية تعمل على توفير الفرص الاقتصادية للشباب منذ تأسيسها عام 2008. أما على الصعيد الوطني، فقد أكد التقرير أن مصر تولي اهتمامًا كبيرًا بالشباب من خلال برامج التدريب والتأهيل والمشاركة في الأنشطة المختلفة، حيث تُظهر بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أن عدد السكان في الفئة العمرية (15-29) سنة بلغ 27 مليون نسمة حتى يناير 2024، أي ما يمثل 25.5% من إجمالي عدد السكان. كما برزت أسماء 48 شابًا مصريًا في قائمة "Forbes Middle East" لأكثر الشخصيات تأثيرًا تحت سن الثلاثين في عام 2024. وفي قطاع التعليم، شهد عدد الطلاب المقيدين بالتعليم العالي ارتفاعًا ليصل إلى 3.8 مليون طالب في العام الدراسي 2023/ 2024، مقارنة بـ3.7 مليون طالب في العام السابق. كما زاد عدد الطلاب المقيدين في الجامعات التكنولوجية بنسبة 68.2%، ما يعكس اهتمام الدولة بتطوير التعليم الفني والتكنولوجي. أما التعليم الفني، فقد سجل ارتفاعًا في أعداد الطلاب المقيدين بمدارس التعليم الفني ليصل إلى 2.2 مليون طالب في العام الدراسي 2023/ 2024، بزيادة 14.58% مقارنة بالعام الدراسي 2018/ 2019، كما ارتفع عدد مدارس التعليم الفني إلى 3386 مدرسة، مقارنة بـ2388 مدرسة في 2018/ 2019، ما يمثل زيادة بنسبة 41.79%. وسلط التقرير الضوء على جهود الدولة في تعزيز برامج التدريب المهني، حيث بلغ عدد مراكز التدريب المهني 773 مركزًا في العام الدراسي 2022/ 2023، وتم تدريب نحو 96.7 ألف متدرب. كما تقدمت مصر 70 مركزًا في مؤشر التعليم التقني والتدريب المهني الصادر عن الأمم المتحدة، لتحتل المرتبة 43 عالميًا في 2024، بعد أن كانت في المركز 113 عام 2017. وفي إطار دعم ريادة الأعمال، كشفت البيانات عن انخفاض معدل البطالة بين الشباب في الفئة العمرية (15-29) عامًا من 16.5% عام 2022 إلى 15.9% عام 2023، وذلك نتيجة للمبادرات الحكومية التي تدعم المشروعات الصغيرة، حيث بلغت قيمة التمويلات الممنوحة للمشروعات متناهية الصغر 78.3 مليار جنيه في يونيو 2023، استفاد منها 4.7 مليون شخص. كما أوضح التقرير أن برنامج "مشروعك" قدم تمويلات بقيمة 28 مليار جنيه حتى فبراير 2024، ما أسهم في تنفيذ 2107 آلاف مشروع وتوفير 1.7 مليون فرصة عمل. كما أطلقت الحكومة مبادرات مثل "بداية جديدة لبناء الإنسان"، التي تضمنت تمويل 62.5 ألف مشروع صغير، وتنظيم 9729 فعالية ثقافية، و1017 قافلة طبية قدمت 72.3 مليون خدمة صحية، إلى جانب العديد من الفعاليات التنموية. وفي ختام التقرير، استعرض مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار دور وزارة الشباب والرياضة في تمكين الشباب المصري عبر مبادرات مثل "مشواري"، "مشورة مهنية"، معسكرات "تحدي الشباب"، مراكز الابتكار، برنامج "طور وغير"، منصة "توظيف مصر"، وغيرها من البرامج التي تستهدف الشباب في مختلف المحافظات. كما أطلقت الوزارة أندية شباب "بريكس+" لتعزيز التعاون بين القادة الشباب من دول بريكس، بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة لمصر. وتعكس هذه الجهود التزام الدولة بتمكين الشباب اقتصاديًا وتعليميًا ومهنيًا، بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة وخلق مستقبل أكثر إشراقًا للأجيال القادمة.