ما هو نظام سويفت المالي الذي قامت الدول الأوروبية بالدعوة لطرد روسيا منه على خلفية الحرب التي شنتها على أوكرانيا، فقام المهتمين بهذه الأزمة بالبحب عبر محرك
Google عن ما يمثله هذا النظام ومدى تتضرر الحكومة الروسية من هذه الخطوة.
فمع تصاعد الأزمة الروسية الأوكرانية، تزايدت الدعوات والأصوات المطالبة بطرد روسيا من نظام "سويفت" العالمي للمدفوعات، وهو نظام عالمي محوري يسهل التعاملات المالية ويجعلها أكثر سهولة ومرونة .
واتفق الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وحلفاؤهما بالفعل على عزل عدد من البنوك الروسية عن نظام الدفع الدولي الرئيسي سويفت.
فضلًا عن تجميد أصول البنك المركزي الروسي، ما يحد من قدرة روسيا على الوصول إلى احتياطياتها الخارجية.
اقرأ أيضًا:
موديز تضع التصنيف الائتماني لروسيا وأوكرانيا تحت المراجعة بهدف التخفيض

ولا تعد هذه المرة الأولى التي يتم فيها تهديد روسيا بطردها من نظام سويفت؛ حيث هدد الغرب روسيا في 2014 بطردها عندما ضمت شبه جزيرة القرم.
لكنه في نهاية المطاف لم يفعل، ومع تزايد الدعوات في الوقت الراهن، فإنه حتى الآن ليس هناك إجماع على ضرورة إخراج روسيا من هذا النظام، إلا أنها خطوة جادة لمعاقبة رموسكو بعد غزوها لأوكرانيا.
ويستعرض "يلا بيزنس" في السطور التالية التفاصيل الكاملة بشأن نظام سويفت المالي الذي يسعى الغرب لطرد روسيا منه نهائيًا، وتداعيات هذا القرار على روسيا والدول التي تتعامل معها، والبدائل الروسية للرد على هذه الخطوة.
ما هو نظام سويفت المالي
نظام "سويفت" هو نظام مالي عالمي يسمح بانتقال سلس وسريع للمال عبر الحدود، ويسهل الكثير من المعاملات المالية بين روسيا والشركات الأجنبية الكبرى حول العالم.
وكلمة سويفت - SWIFT - هي اختصار لـ "جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك"؛ حيث تم تأسيس هذا النظام عام 1973 ومركز هذه الجمعية بلجيكا.
ويربط نظام سويفت 11 ألف بنك ومؤسسة في أكثر من 200 دولة، وهو عدد كبير؛ لذلك هناك صعوبة في التوصل إلى قرار موحد بشأن طرد روسيا من النظام.
وبطبيعة الحال نظام سويفت لا يمكن مقارنته بأي بنك من البنوك العادية، بل هو نظام مراسلة فوري يخبر المستخدمين بموعد إرسال المدفوعات وتسلمها.
ويرسل هذا النظام أكثر من 40 مليون رسالة يوميًًا، إذ يتم تداول تريليونات الدولارات بين الشركات والحكومات.
ويساعد نظام سويفت في جعل التجارة الدولية الآمنة ممكنة لأعضائها، وليس من المفترض أن تنحاز إلى أي طرف في النزاعات.
من الذي يمتلك نظام سويفت المالي؟
أنشىء نظام سويفت من قبل بنوك أمريكية وأوروبية، كانت ترغب في ألا تسيطر مؤسسة واحدة على النظام المالي وتطبق الاحتكار.
والشبكة الآن مملوكة بشكل مشترك لأكثر من 2000 بنك ومؤسسة مالية.
ويشرف على هذه الشبكة البنك الوطني البلجيكي، بالشراكة مع البنوك المركزية الكبرى في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي وبنك إنجلترا.
وفي عام 2012 تم حظر إيران من النظام، كجزء من العقوبات المفروضة على برنامجها النووي، وخسرت طهران، جراء ذلك، ما يقرب من نصف عائدات تصدير النفط و30 % من التجارة الخارجية.
كيف سيؤثر قرار الطرد على روسيا؟
في حالة تنفيذ قرار طرد روسيا من النظام، ستفقد الشركات الروسية الدخول للمعاملات السلسة واللحظية التي يوفرها نظام سويفت.
كذلك ستتأثر المدفوعات الخاصة بمنتجات روسيا المهمة في قطاع الطاقة والزراعة سلبيا بدرجة كبيرة للغاية.
ومن المرجح أن تضطر البنوك إلى التعامل مباشرة مع بعضها البعض، مما يضيف التأخير والتكاليف الإضافية، ويؤدي في النهاية إلى قطع الإيرادات عن الحكومة الروسية.
وقد يستغرق ظهور تأثير هذه الإجراءات بعض الوقت، لكنها تعبر عن نية الدول الغربية في التحرك بسرعة.
لكن يبدو أن روسيا استعدت لمثل هذه العقوبة؛ حيث أنشأت الحكومة الروسية نظام بطاقات الدفع الوطني المعروف باسم "مير"، وذلك للتعامل مع المدفوعات عبر البطاقات.
بدائل روسيا بعد الطرد من نظام سويفت
تعتمد روسيا بشكل كبير على نظام سويفت في صادراتها الرئيسية من النفط والغاز، على الرغم من ذلك أصدر البنك المركزي الروسي بيان اليوم للرد على دعوات طرد روسيا من نظام سويفت.
وقال البنك المركزي : «إن التحويلات المالية داخل البلاد مضمونة في أي سيناريو قد يحدث، وذلك بفضل نظام نقل الرسائل المالية “SPFS”، وهو نظام مالي روسي خاص يعادل نظام سويفت العالمي».
وأكد البنك المركزى الروسى أن لديه من الموارد ما يكفي لدعم استقرار القطاع المالي الروسي وتأمين عملياته.
كذلك أكد المركزي الروسي في بيان اليوم الاحد، أن النظام المصرفي الروسي مستقر ولديه رأس مال وسيولة نقدية كافيان ليعمل دون انقطاع في أي موقف.
ما هو نظام SPFS الروسي ؟
أنشأت موسكو نظام الدفع الخاص بها،SPFS ، بعد أن تعرضت للعقوبات الغربية في عام 2014 بعد ضمها لشبه جزيرة القرم.
ولدى SPFS الآن حوالي 400 مستخدم، ويتم حاليًا 20% من التحويلات المحلية من خلالSPFS ، لكن حجم الرسائل محدود والعمليات محدودة بساعات أيام الأسبوع.
قد يوفر نظام الدفع بين البنوك الجديدة في الصين، أو CIPS، بديلاً آخر لنظام SWIFT. وقد تضطر موسكو أيضًا إلى اللجوء إلى استخدام العملات المشفرة. لكن هذه البدائل ليست جذابة بشكل كبير مقارنة بما كان يوفره لها نظام سويفت المالي.
وكان البنك المركزي الأوروبي قد حذّر المقرضين الذين لديهم تعامل كبير مع روسيا للاستعداد لعقوبات ضد موسكو، وفقًا لصحيفة "فاينانشيال تايمز".
تداعيات طرد روسيا من نظام سويفت على الأخرين ؟
ويجب الإشارة إلى أن إزالة روسيا من هذا النظام من شأنه أن يضر بالشركات التي تزود روسيا بالسلع وتشتري منها، ولا سيما ألمانيا.
فروسيا تعد المزود الرئيسي للنفط والغاز الطبيعي في الاتحاد الأوروبي، ولن يكون العثور على إمدادات بديلة أمرًا سهلاً، ومع ارتفاع أسعار الطاقة بالفعل، فإن المزيد من الاضطراب هو أمر تريد العديد من الحكومات تجنبه، حيث قد نشهد ارتفاع كبير في أسعار النفط جراء طرد روسيا من النظام.
وسيتعين على الشركات الدائنة لروسيا إيجاد طرق بديلة لتحصيل الأموال، ويقول بعض الناس إن مخاطر حدوث فوضى مصرفية دولية كبيرة للغاية.
وسيظل قرار وقف وصول روسيا لنظام سويفت بحاجة إلى دعم من الحكومات الأوروبية، التي يتردد الكثير منها بسبب احتمال إلحاق الضرر باقتصادها.
اقرأ أيضًا:
ارتفاع أسعار القمح عالميًا إلى مستويات قياسية متأثرًا بحرب روسيا واوكرانيا